فصل: من فوائد الشعراوي في الآية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
قرأ الجمهورُ بتخفيف {لكن} وأبو جعفر بتشديدها، فعلى القراءة الأولى الموصول رفع بالابتداء، وعند يونس يجوز إعمال المخففة، وعلى الثانية في محل نصب.
ووقعت {لكِن} هنا أحسن موقع؛ فإنها وقعت بين ضِدَّيْن، وذلك أن معنى الجملتينِ- التي بعدها والتي قبلها- آيلٌ إلى تعذيب الكفار، وتنعيم المؤمنين المتقين. ووجه الاستدراك أنه لما وصف الكفار بقلة نَفْع تقلبهم في التجارة، وتصرُّفهم في البلاد لأجْلِها، جاز أن يتوهَّم مُتَوَهِّمٌ أن التجارة- من حيث هي- متصفة بذلك، فاستدرك أنَّ المتقينَ- وإن أخذوا في التجارة- لا يضرهم ذلك، وأنَّ لهم ما وعدهم به.
قوله: {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار} هذه الجملة أجاز مكيٌّ فيها وجهينِ:
أحدهما: الرفع، على النعت لِـ {جَنَّاتٌ}.
والثاني: النصبُ، على الحال من الضمير المستكن في {لَهُمْ} قال: وإن شئت في موضع نصب على الحال من المضمر المرفوع في {لَهُمْ} إذْ هو كالفعل المتأخر بعد الفاعل إن رفعت {جَنَّاتٌ} بالابتداء، فإن رفعتها بالاستقرار لم يكن في {لَهُمْ} ضميرٌ مرفوعٌ؛ إذ هو كالفعل المتقدِّم على فاعله. يعني أنّ {جَنَّاتٌ} يجوز فيها رفعها من وجهين:
أحدهما: الابتداء، والجار قبلها خبرها، والجملة خبر {الَّذِينَ اتَّقوا}.
ثانيهما: الفاعلية؛ لأن الجارَّ قبلها اعتمد بكونه خبرًا لِـ {الَّذِينَ اتَّقَوْا}. وقد تقدم أن هذا أوْلَى، لقُربه من المفرد.
فإنْ جعلنا رفعها بالابتداء جاز في {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار} وجهان: وجهان: الرفع على النعت، والنصب على الحال من الضمير المرفوع في {لَهُمْ} لتحمُّله- حينئذٍ- ضميرًا.
وإن جعلنا رفعها بالفاعلية تعيَّن أن يكون الجملة بعدها في موضع رَفْع؛ نعتًا لها، ولا يجوز النصبُ على الحال، لأن {لَهُمْ} ليس فيه- حيئذٍ- ضمير؛ لرفعه الظاهر.
و{خَالِدِينَ} نُصِبَ على الحالِ من الضمير في {لَهُمْ} والعاملُ فيه معنى الاستقرارِ.
قوله: {نُزُلًا} النُّزُل: ما يُهَيَّأ للنزيل- وهو الضيف.
قال أبو العشراء الضبي: [الطويل]
وكُفَّا إذَا الْجَبَّارُ بِالْجَيْشِ ضَافَنَا ** جَعَلْنَا الْقَنَا والْمُرْهَفَاتِ لَهُ نُزُلا

هذا أصله، ثم اتُّسِع فيه، فأطلق على الرزق والغذاء- وإن لم يكن لضيف- ومنه قوله تعالى: {فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ} [الواقعة: 93] وفيه قولانِ، هل هو مصدرٌ أو جمع نازل، كقول الأعشى: [البسيط]
أو تَنْزِلُونَ فَإنَّا مَعْشَرٌ نُزُلُ

إذا تقرَّر هذا ففي نَصْبه سِتَّةُ أوجهٍ:
أحدهما: أنه منصوب على المصدر المؤكّد، لأنه معنى {لَهُمْ جَنَّاتٌ}: نُنْزِلُهم جنات نزلًا، وقدَّره الزمخشريُّ بقوله: كأنه قيل: رزقًا، أو عطاءً من عند اللهِ.
ثانيها: نصبه بفعل مُضْمَر، أي: جعلنا لهم نُزُلًا.
ثالثها: نَصبه على الحال من {جَنَّات} لأنها تخصَّصَت بالوَصْف.
رابعها: أن يكون حالًا من الضمير في {فِيهَا} أي مُنزّلةً- إذا قيل بأنّ {نُزلًا} مصدر بمنى المفعول نقله أبو البقاءِ.
خامسها: أنه حالٌ من الضمير المستكن في {خَالِدِينَ}- إذا قُلْنَا: أنه جمع نازل- قاله الفارسيُّ في التذكرة.
سادسها: وهو قول الفرّاء- نصبه على التفسير- أي التمييز- كما تقول: هو لك هبةً، أو صدقةً وهذا هو القولُ بكونه حالًا.
والجمهور على ضم الزاي، وقرأ الحسنُ، والأعمشُ، والنَّخَعِيُّ، بسكونها، وهي لغةٌ، وعليها البيتُ المتقدم. وقد تقدم أن مثل هذا يكون فيه المسكَّن مخففًا من المثقل أو بالعكس، والحق الأول.
قوله: {مِّنْ عِندِ الله} فيه ثلاثة أوجه، لأنك إن جعلت {نُزُلًا} مصدرًا، كان الظرفُ صفةً له، فيتعلق بمحذوف، أي: نزلًا كائنًا من عند اللهِ أي: على سبيلِ التكريمِ، وإنْ جعلته جمعًا كان في الظرف وجهانِ:
أحدهما: جَعْله حالًا من الضمير المحذوفِ، تقديره: نُزُلًا إياها.
ثانيهما: أنه خبرُ مبتدأ محذوفٍ، أي: ذلك من عند الله؛ نقل ذلك أبو البقاءِ.
قوله: {وَمَا عِندَ الله خَيْرٌ} ما موصولة، وموضعها رفع بالابتداء والخبر {خَيْرٌ} و{للأبْرَارِ} صفة لِـ {خير} فهو في محل رفع، ويتعلق بمحذوفٍ، وظاهر عبارة أبي حيّان أنه يتعلق بنفس خَيْرٍ فإنه قال: و{للأبرارِ} متعلق بـ {خَيْرٌ}.
وأجاز بعضهم أن يكون {لِلأبْرَارِ} هو الخبر، و{خَيْرٌ} خبر ثانٍ، قال أبو البقاء: والثاني- أي: الوجه الثاني-: أن يكون الخبر {لِلأبْرَارِ} والنية به التقديمُ، أي: والذي عند اللهِ مستقرٌّ للأبرارِ، و{خَيْرٌ}- على هذا- خبرٌ ثانٍ.
وفي ادِّعاء التقديمِ والتأخيرِ نظرٌ؛ لأن الأصلَ في الأخبار أن يكون بالاسمِ الصريحِ، فإذا اجتمعَ خبرٌ مفردٌ صريحٌ، وخبرٌ مؤوَّلٌ به بُدِئَ بالصريحِ من غير عكس- كالصفة- فإذا وقعا في الآية على الترتيبِ المذكور، فكيف يُدَّعَى فيها التقديمُ والتأخيرُ؟.
ونقل أبو البقاء- عن بعضهم- أنه جعل {لِلأبْرَارِ} حالًا من الضمير في الظرف، {خّيْرٌ} خبر المبتدأ، قال: وهذا بعيدٌ؛ لأن فيه الفصل بين المبتدأ والخبر بحالٍ لغيره، والفصلُ بين الحالِ وصاحب الحالِ بخبر المبتدأ، وذلك لا يجوزُ في الاختيار.
قال أبو حيّان: وقيل: فيه تقديمٌ وتأخيرٌ، أي: الذي عند الله للأبرار خير لهم، وهذا ذهولٌ عن قاعدةِ العربية من أن المجرور- إذ ذاك- يتعلق بما تعلَّق به الظرف الواقع صلة للموصوف، فيكون المجرورُ داخلًا في حيِّز الصِّلَةِ، ولا يُخْبَر عن الموصول إلا بعد استيفائه صِلته ومتعلقاتها.
فإن عنى الشيخُ بالتقديم والتأخير على الوجه- أعني جعل {لِلأبْرَارِ} حالًا من الضمير في الظرف فصحيحٌ، لأنَّ العاملَ في الحالِ- حينئذ- الاستقرارُ الذي هو عاملٌ في الظرفِ الواقع صِلةً، فيلزم ما قاله، وإن عنى به الوجهَ الأول- أعني: جعل {لِلأبْرَارِ} خبرًا، والنية به التقديم وبـ {خَيْرٌ} التأخير كما ذكر أبو البقاءِ، فلا يلزم ما قال؛ لأنّ {لِلأبْرَارِ}- حينئذٍ- يتعلَّق بمحذوفٍ آخرَ غير الذي تعلُّق به الظرفُ.
و{خَيْرٌ}- هنا- يجوز أن يكون للتفضيل، وأن لا يكون، فإن كان للتفضيل كان المعنى: وما عند الله خيرٌ للأبرار مما لهم في الدنيا، أو خيرٌ لهم مما ينقلب فيه الكفارُ من المتاعِ القليلِ الزائلِ. اهـ. بتصرف.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198)}.
الذين وسمناهم بذُلِّ الفرقة بئست حالتهم، والذين رفعوا قَدَمًا لأجلنا فنعمت الحالة والزلفة؛ وصلوا إلى الثواب المقيم، وبقوا في الوصلة والنعيم، وما عند الله مما ادَّخرنا لهم خيرٌ مما أمَّلوه باختيارهم. اهـ.

.من فوائد الشعراوي في الآية:

قال رحمه الله:
{لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}.
والنزل هو المكان الذي يعد لنزول الضيف، والنزل حينما تقيمه قدرات بشرية تتراوح حسب إمكانات البشر وفي إحدى السفريات نزلنا في فندق فاخر فقال لي زملائي وإخواني:
هذا لون من العظمة البشرية.
قلت لهم: هذا ما أعده البشر للبشر، فكيف بما أعده الله للمؤمنين؟
وعندما ترى تقلب الكفار في البلاد فاعلم أنهم لن يأمنوا أن يأخذهم الله في تقلبهم، وفي ذلك يقول: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ} [الأنعام: 47].
ويقول سبحانه: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ} [الأنعام: 46].
والكافر من هؤلاء يتملكه الغرور، وهو يتقلب فيأتيه عذاب الله بغتة. والعذاب يأتي مرة بغتة، ومرة أخرى جهرة. أنه يأتي بغتة حتى يكون الإنسان متوقعا له في أي لحظة ويأتي جهرة حتى يرعب الإنسان ويخيفه قبل أن يقع. ولذلك يقول الحق: {لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ} [البقرة: 55].
فالموت إن جاءهم بغتة فقد لا يشعرون بهوله إلا لحظة وقوعه، ولكن حينما يأتيهم الموت وهم ينظرون، فهم يرونه وهم في فزع ورعب. اهـ.

.من فوائد الألوسي في الآية:

قال رحمه الله:
{لَكِنِ الذين اتقوا رَبَّهُمْ لَهُمْ جنات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الانهار خالدين فِيهَا} {لَكِنِ} للاستدراك عند النحاة.
وهو رفع توهم ناشئ من السابق وعند علماء المعاني لقصر القلب وردّ اعتقاد المخاطب، وتوجيه الآية على الأول: أنه لما وصف الكفار بقلة نفع تقلبهم في التجارة وتصرفهم في البلاد لأجلها جاز أن يتوهم متوهم أن التجارة من حيث هي مقتضية لذلك فاستدرك أن المتقين وإن أخذوا في التجارة لا يضرهم ذلك وأن لهم ما وعدوا به أو يقال أنه تعالى لما جعل تمتع المتقلبين قليلًا مع سعة حالهم أوهم ذلك أن المسلمين الذين لا يزالون في الجهد والجوع في متاع في كمال القلة فدفع بأن تمتعهم للاتقاء وللاجتناب عن الدنيا ولا تمتع من الدنيا فوقه لأنه وسيلة إلى نعمة عظيمة أبدية هي الخلود في الجنات، وعلى الثاني: ردّ لاعتقاد الكفرة أنهم متمتعون من الحياة والمؤمنون في خسران عظيم، وعلل بعض المحققين جعل التقوى في حيز الصلة بالإشعار بكون الخصال المذكورة من باب التقوى، والمراد بها الاتقاء عن الشرك والمعاصي؛ والموصول مبتدأ والظرف خبره، وجنات مرتفع به على الفاعلية لاعتماده على المبتدأ، أو مرتفع بالابتداء، والظرف خبره، والجملة خبر المبتدأ، وخالدين حال مقدرة من الضمير المجرور في لهم أو من جنات لتخصيصها بجملة الصفة، والعامل ما في الظرف من معنى الاستقرار، وقرأ أبو جعفر {لَكِنِ} بتشديد النون.
{نُزُلاٍ مّنْ عِندِ الله} النزل بضمتين وكذا النزل بضم فسكون ما يعد للضيف أول نزوله من طعام وشراب وصلة، قال الضبي:
وكنا إذا الجبار بالجيش ضافنا ** جعلنا القنا والمرهفات له نزلًا

ويستعمل بمعنى الزاد مطلقًا، ويكون جمعًا بمعنى النازلين كما في قول الأعشى:
أو ينزلون فإنا معشر نزل

وقد جوز ذلك أبو عليّ في الآية، وكذا يجوز أن يكون مصدرًا، قيل: وأصل معنى النزل مفردًا الفضل والريع في الطعام، ويستعار للحاصل عن الشيء، ونصبه هنا إما على الحالية من جنات لتخصيصها بالوصف والعامل فيه ما في الظرف من معنى الاستقرار إن كان بمعنى ما بعد الخ، وجعل الجنة حينئذٍ نفسها نزلًا من باب التجوز، أو بتقدير مضاف أي ذات نزل، وإما على الحالية من الضمير في خالدين إن كان جمعًا، وإما على أنه مفعول مطلق لفعل محذوف إن كان مصدرًا وهو حينئذٍ بمعنى النزول أي نزلوها نزلًا، وجوز على تقدير مصدريته أن يكون بمعنى المفعول فيكون حالًا من الضمير المجرور في فيها أي منزلة، والظرف صفة نزلًا إن لم تجعله جمعًا وإن جعلته جمعًا ففيه كما قال أبو البقاء وجهان: أحدهما: أنه حال من المفعول المحذوف لأن التقدير {نزلًا} إياها، والثاني: أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي ذلك من عند الله أي بفضله، وذهب كثير من العلماء على أن النزل بالمعنى الأول وعليه تمسك بعضهم بالآية على رؤية الله تعالى لأنه لما كانت الجنة بكليتها نزلًا فلابد من شيء آخر يكون أصلًا بالنسبة إليها وليس وراء الله تعالى شيء وهو كما ترى، نعم فيه حينئذٍ إشارة إلى أن القوم ضيوف الله تعالى وفي ذلك كمال اللطف بهم.
{وَمَا عِندَ الله} من الأمور المذكورة الدائمة لكثرته ودوامه {خَيْرٌ لّلأبْرَارِ} مما يتقلب فيه الفجار من المتاع القليل الزائل لقلته وزواله، والتعبير عنهم بالأبرار ووضع الظاهر موضع الضمير كما قيل: للإشعار بأن الصفات المعدودة من أعمال البر كما أنها من قبيل التقوى والجملة تذييل، وزعم بعضهم أن هذا مما يحتمل أن يكون إشارة إلى الرؤية لأن فيه إيذانًا بمقام العندية والقرب الذي لا يوازيه شيء من نعيم الجنة، والموصول مبتدأ، والظرف صلته، وخير خبره، وللأبرار صفة خير.
وجوز أن يكون للأبرار خبرًا والنية به التقديم أي والذي عند الله مستقر للأبرار وخير على هذا خبر ثان، وقيل: للأبرار حال من الضمير في الظرف، وخير خبر المبتدأ، وتعقبه أبو البقاء بأنه بعيد لأن فيه الفصل بين المبتدأ والخبر بحال لغيره والفصل بين الحال وصاحب الحال غير المبتدأ وذلك لا يجوز في الاختيار. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198)}
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة {لا يغرنك تقلب الذين كفروا} تقلب ليلهم ونهارهم وما يجري عليهم من النعم {متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد} قال عكرمة: قال ابن عباس: أي بئس المنزل.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد} يقول ضربهم في البلاد.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: والله ما غروا نبي الله، ولا وكل إليهم شيئًا من أمر الله، حتى قبضه الله على ذلك.
قوله تعالى: {وما عند الله خير للأبرار}.
أخرج البخاري في الأدب المفرد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال: إنما سماهم الله أبرارًا لأنهم بروا الآباء والأبناء، كما أن لوالدك عليك حقًا كذلك لولدك عليك حق. وأخرجه ابن مردويه عن ابن عمر مرفوعًا. والأول أصح.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: {الأبرار} الذين لا يؤذون الذر.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد {وما عند الله خير للأبرار} قال: لمن يطيع الله عز وجل. اهـ.